ماذا أكتب ؟
نعم طال غيابي لأن الدهشة مازالت تخطفني وتذهلني عن عشقي الأمثل :الكتابة ، دهشتي من حرفية تكرار التاريخ لنفسه ، ومن غفلتنا ودسنا لرؤوسنا في الرمل ومن انسحابنا - كجيل كامل - من أدوارنا المفترضة ، في الذوذ عن قناعاتنا وتقبل أن نكون مختلفين في الرأي دون عداوة ، بل وبإيجابية بناءة ، تنويرية لا تدميرية ،دهشتي من أننا عابرون بلا أثر لهذه الفترة الحساسة من التاريخ ورعبي الشديد من أن يكون صمتنا نوعا من التواطؤ الغبي ، أخشى أن يكون عبورنا السلبي خطيئتنا الكبرى التي سيحسبها التاريخ علينا ويحاسبنا ، علامات استفهام ضخمة تغطي على نور الحقيقة وتطمسه ونحن نتجاهل ظلامها وظلمها، حتى لا نضطر لمقاطعة انغماسنا في شهواتنا واستكانتنا واطمئناننا، حتى لانضطر للنوم خارج مخادعنا الوتيرة ، والتخلى عن دفء مدجناتنا الجماعية ، ماذا سأكتب في زمن التهافت على السقوط ، وعلى تمجيد قوم لوط ، وحكم الرعية بقوة السوط ؟ ماذا أكتب في زمن العار الأكبر : الاعتصام بحلف الناتو، واستباحة رحم الوطن لتمكين مرتزقة ٍ أنذال من وطئه بالمياسم ، وركله بالأقدام والجماجم ؟ ماذا عساني أكتب بعدما رأيت مواطنا يطعن رئيسه أسير الحرب بالخازوق ؟ كيف سأبرر لأولادي وللأجيال القادمة وللتاريخ قدرتي على عدم الجنون رغم أنني رأيت الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يذوب كشمعة في خريف 2004 ليموت تلك الميتة المريبة ؟ميتة ذكرتنا بميتة الموسطاش بومدين رحمهما الله ، ورغم أننا في مطلع سنة 2007 ، وفي صبيحة العيد الكبير ، نحرنا كباشنا في ذات الوقت التي تدلت فيه جثة الراحل صدام حسين رحمه الله من حبل المشنقة ، وكيف كنا نشعر أن لحم كباش العيد قد اختلط بدمه وأن أكله قد صار يبعث على الغثيان؟ كيف سأبرر عدم جنوني وقد رأيت الراحل القذافي رحمه الله وهو يُطعن في الدبر ويُسحل ويُعرض للفرجة في سيرك ليبيا ؟ و كيف كنا نردد عباراته الشهيرة :( بيت بيت ، دار دار ، زنقه زنقه ، فرد فردْ ) كأننا نتبادل النكت ونحن في غفلة عن أنه الرئيس العربي المسلم الوحيد الذي قال : (طز في أمريكا )، والوحيد الذي قال : ( لماذا لا نفتح تحقيقا في مقتل أبو عمار وشنق صدام حسين ؟) كنا غافلون إلى درجة تصديق فِرية ( القذافي مجنون ) وكعادتنا برعنا في ترسيخ هذه الأكذوبة حتى استيقظنا في صبيحة العشرين من أكتوبر على مشهد سحله حيا ثم عرضه للتفرج والتشفي ميتا ، استيقظنا متأخرين جدا ، بل لعلنا لم نستيقظ بعد ، وإلا بماذا نفسر هذه الهبة الغبية ضد رئيس الوزراء التركي الذي هدد بفضح مجازر الجيش الفرنسي طيلة 132سنة من الاحتلال الغاشم للجزائر وطمس تاريخها ونهب وسلب خيراتها وتشريد وتجويع شعبها ، والاجتهاد في إبادته وطحنه؟ مازلنا لم نستيقظ ، فنحن لم نتحرك عندما سنَّ البرلمان الفرنسي قانون تمجيد الاستعمار ، ولا حين تجرأ المعمرون على رفع قضايا في المحاكم الجزائرية لاستعادة ملكية ما سلبوه قبل عقود من الزمن ، لكننا صرخنا عاليا عندما ترافع أردوغان لصالح تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ، نحن نستيقظ بالروموت كونترول ، وبه ننخرط في سباتنا القميء ، فماذا سأكتب ؟ وماذا سيتعلم أطفالنا وهم يتفرجون على عهر العالم وانبطاح الكبار؟ ماذا نعلم أطفالنا ونحن نشاهد بصمت ، نتأثر قليلا ثم نغير المحطة حفاظا على مشاعرنا الرقيقة ، وحتى نضمن أننا سننام دون كوابيس ، لنستيقظ في الصباح وقد غسلتنا أحلامنا الهادئة من جنابة الرثاء لحال أوطاننا ، نتأنق ونتعطر ، نتناول الكرواسون مع الحليب بالشوكولاتة الساخنة ، فنجان النيسكافيه الفاخر ، ثم نمضي إلى وظائفنا المحترمة وقد كُتب على قفا كل واحد منا ( formatation terminee )
نعم طال غيابي لأن الدهشة مازالت تخطفني وتذهلني عن عشقي الأمثل :الكتابة ، دهشتي من حرفية تكرار التاريخ لنفسه ، ومن غفلتنا ودسنا لرؤوسنا في الرمل ومن انسحابنا - كجيل كامل - من أدوارنا المفترضة ، في الذوذ عن قناعاتنا وتقبل أن نكون مختلفين في الرأي دون عداوة ، بل وبإيجابية بناءة ، تنويرية لا تدميرية ،دهشتي من أننا عابرون بلا أثر لهذه الفترة الحساسة من التاريخ ورعبي الشديد من أن يكون صمتنا نوعا من التواطؤ الغبي ، أخشى أن يكون عبورنا السلبي خطيئتنا الكبرى التي سيحسبها التاريخ علينا ويحاسبنا ، علامات استفهام ضخمة تغطي على نور الحقيقة وتطمسه ونحن نتجاهل ظلامها وظلمها، حتى لا نضطر لمقاطعة انغماسنا في شهواتنا واستكانتنا واطمئناننا، حتى لانضطر للنوم خارج مخادعنا الوتيرة ، والتخلى عن دفء مدجناتنا الجماعية ، ماذا سأكتب في زمن التهافت على السقوط ، وعلى تمجيد قوم لوط ، وحكم الرعية بقوة السوط ؟ ماذا أكتب في زمن العار الأكبر : الاعتصام بحلف الناتو، واستباحة رحم الوطن لتمكين مرتزقة ٍ أنذال من وطئه بالمياسم ، وركله بالأقدام والجماجم ؟ ماذا عساني أكتب بعدما رأيت مواطنا يطعن رئيسه أسير الحرب بالخازوق ؟ كيف سأبرر لأولادي وللأجيال القادمة وللتاريخ قدرتي على عدم الجنون رغم أنني رأيت الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يذوب كشمعة في خريف 2004 ليموت تلك الميتة المريبة ؟ميتة ذكرتنا بميتة الموسطاش بومدين رحمهما الله ، ورغم أننا في مطلع سنة 2007 ، وفي صبيحة العيد الكبير ، نحرنا كباشنا في ذات الوقت التي تدلت فيه جثة الراحل صدام حسين رحمه الله من حبل المشنقة ، وكيف كنا نشعر أن لحم كباش العيد قد اختلط بدمه وأن أكله قد صار يبعث على الغثيان؟ كيف سأبرر عدم جنوني وقد رأيت الراحل القذافي رحمه الله وهو يُطعن في الدبر ويُسحل ويُعرض للفرجة في سيرك ليبيا ؟ و كيف كنا نردد عباراته الشهيرة :( بيت بيت ، دار دار ، زنقه زنقه ، فرد فردْ ) كأننا نتبادل النكت ونحن في غفلة عن أنه الرئيس العربي المسلم الوحيد الذي قال : (طز في أمريكا )، والوحيد الذي قال : ( لماذا لا نفتح تحقيقا في مقتل أبو عمار وشنق صدام حسين ؟) كنا غافلون إلى درجة تصديق فِرية ( القذافي مجنون ) وكعادتنا برعنا في ترسيخ هذه الأكذوبة حتى استيقظنا في صبيحة العشرين من أكتوبر على مشهد سحله حيا ثم عرضه للتفرج والتشفي ميتا ، استيقظنا متأخرين جدا ، بل لعلنا لم نستيقظ بعد ، وإلا بماذا نفسر هذه الهبة الغبية ضد رئيس الوزراء التركي الذي هدد بفضح مجازر الجيش الفرنسي طيلة 132سنة من الاحتلال الغاشم للجزائر وطمس تاريخها ونهب وسلب خيراتها وتشريد وتجويع شعبها ، والاجتهاد في إبادته وطحنه؟ مازلنا لم نستيقظ ، فنحن لم نتحرك عندما سنَّ البرلمان الفرنسي قانون تمجيد الاستعمار ، ولا حين تجرأ المعمرون على رفع قضايا في المحاكم الجزائرية لاستعادة ملكية ما سلبوه قبل عقود من الزمن ، لكننا صرخنا عاليا عندما ترافع أردوغان لصالح تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ، نحن نستيقظ بالروموت كونترول ، وبه ننخرط في سباتنا القميء ، فماذا سأكتب ؟ وماذا سيتعلم أطفالنا وهم يتفرجون على عهر العالم وانبطاح الكبار؟ ماذا نعلم أطفالنا ونحن نشاهد بصمت ، نتأثر قليلا ثم نغير المحطة حفاظا على مشاعرنا الرقيقة ، وحتى نضمن أننا سننام دون كوابيس ، لنستيقظ في الصباح وقد غسلتنا أحلامنا الهادئة من جنابة الرثاء لحال أوطاننا ، نتأنق ونتعطر ، نتناول الكرواسون مع الحليب بالشوكولاتة الساخنة ، فنجان النيسكافيه الفاخر ، ثم نمضي إلى وظائفنا المحترمة وقد كُتب على قفا كل واحد منا ( formatation terminee )