الجمعة، 5 أبريل 2013


الرقصة الأخيرة  




يصدح صوت فيروز عميقا كجرح عتيق :
(ياطير...يا طاير على اطراف الدِّني...
لو فيك تِحكي للحبايب شو بِني...يا طير ... ) لكن لأي أحباب سيحكي الطير ؟ لحبيب طال انتظاره ولم يأتِ ؟ لفارس فاته أن يتعلم امتطاء الخيل ؟ أم لعاشق خيالي لا يوجد إلا في أوهام عانس على مشارف الخمسين ؟
( روح إسألُن علِّي وليفو مِش مَعُو...
مجروح بجروح الهوى شو بيِنفعو ...
موجوع ما بيقول علـِّي بيِوجَعو...
وتعِنّْ عَا بالو ليالي الولدنِي...يا طييييييير )
انتهى العرض ، وسينسحب الممثلون كلهم ، كلهم كانوا كومبارس أما البطل الوحيد فكان حزني ،  اليوم رحل ذلك الجسد النحيل الذي اعتنيت به طوال عقد من الزمن ، حرصت على مواعيد دوائه ، وراقبت أنفاسه المتعبة  تصعد وتهبط ، وتستل روحي معها في كل مرة ، جسد أمي ، كانت أمي ...
كانت - رغم أن المرض قد حولها إلى شبح - تشدني إلى هذه الدنيا مثل حبل سري متين ، رحلت أمي وكان عليَّ بمناسبة رحيلها أن ألتقيهن جميعا ، أن أسمع من جديد كلماتهن المسمومة ، وتساؤلاتهن المحمومة :
 ( المسكينة ، لو أنها تزوجت في الوقت المناسب لكان لديها الآن أحفاد ، من سيؤنسها بعد المرحومة ، الخيط الأخير الذي ......)
 كان عليَّ بمناسبة رحيل أمي أن أرى من جديد نظرات الشفقة المُذلة ، وتمتمات الشفاه المتطفلة على كهف وحدتي وقلعة بؤسي ، لماذا يشفقن عليَّ الآن ؟ عندما كنت مهرة برية تركض في براري المرح لم تفكر واحدة منهن في خطبتي لابنها أو أخيها ، ورغم علمهن جميعا بمهاراتي في أعمال البيت إلا أنهن كن يكتفين بالمدح والثناء ، وعندما يرغبن بتزويج أولادهن يخطبن الصغيرات الغريرات ، حتى أمي  سامحها الله زوجت إخوتي كلهم من بنات مراهقات تحتَّم علي أن أعيد تربيتهن من جديد ، كلهن كن حمقاوات تكاد الواحدة منهن  تهدم زواجها لأتفه الأسباب وكنت ألعب معهن جميعا دور قاضي الغرام ، حتى أنني كنت أتساءل دائما :( لماذا لم ينتبه الناس إلى فتح مدارس لتعليم النساء كيف ينجحن كزوجات ، فلا تتزوج إحداهن إلا بعد الحصول على شهادة الأهلية الزوجية ؟ )
هه.. لكانت نصف نساء القرية في بيوت أهلهن بعد ، أما أنا فكنت لأنال المرتبة الأولى ، أنا الودودة المرحة ، مستعدة لأن أحب الرجل الذي أتزوجه من أول نظرة ، كنت سأمنحه سعادة خرافية ، لا لم أكن لأشك به لحظة ولا أن أراقب رسائله الإلكترونية أو أتجسس على مكالماته ، لا  لم أكن لأستقبله عند عودته إلى البيت إلا بالطيب والمسك وبسمة الرضى ، أنا نهر عطاء ، أنا غيمة حبلى فلماذا لم أجد الأرض التي أنهمر عليها فتزهو وتزهر ؟ لماذا لم تفكر لا عماتي ولا خالاتي ولا جاراتنا الكثيرات في منحي الفرصة لأهطل وأهطل وأنتشي عطاءا ؟ وهاهن اليوم يتقاسمن خطيئة الإشفاق الزائف ، لكن العرض انتهى ، وعليَّ أن أعلن لهن ذلك وأن أصفق لهن بحرارة :
سيداتي العجائز ، سيداتي العرائس ، أشكركن جميعا ، كانت دموعكن مؤثرة ، شكرا على النميمة والهمس الجارح ، آن لكن أن تنسحبن لأحتفل وحدي ، آن الأوان لأعزي نفسي ، سأختار موسيقى حزينة ، أستمع إليها لعل الدموع تهمي ، لكن لماذا لم  تعد الدموع  تطاوعني ، هل جف جفنيَّ أم أنني فقدت القدرة على استحضار تلك اللذة ، لذة البكاء ؟ صوت فيروز مازال يصدح :
( وحدُن بيبقوووو....مثل زهر البيلسان....
وحدُهُنْ.....بيقطفو اوراق الزمان ......)
نعم قررت أن أحزن على طريقتي الخاصة، الأغاني الحزينة التي عندما نستمع إليها نتذكر أننا بشر ، وأننا سنموت يوما ويأكلنا الدود ، وأن العمر أغلى من أن نهدره بلا معنى ، لماذا لا يستمع الناس إلى الأغاني الحزينة في المآتم ؟ لماذا لا تتخصص فرق موسيقية بعينها في إحياء المآتم، الأغاني حزينة وحزنها أصدق بكثير من ذلك الذي يصطنعه المعزون ويجتهدون في استخراجه دون جدوى، على الناس أن ينتبهوا إلى ذلك بعد اليوم وأن يعتمدوا طريقتي هذه في الحزن ، مازال صوت فيروز يحفر في لحم قلبي :
(..برج الحمام مسوَّر وعالي ...
هجّ الحمام بقيت لحالي .....لحالي ....)
كان يمكن ألا أكون وحيدة الآن لو أن واحدا من رجال العالم الفسيح اختارني زوجة ، اللعنة... لماذا كان علي انتظار أحدهم ؟ لماذا لم يكن من حقي اختيار أحدهم وخطبته لنفسي ؟ لكنت اليوم أما لقبيلة من الشياطين الصغار ، بل لكنت جدة فلم أكن لأدخر جهدا في تزويج أي من أولادي قبل بلوغه العشرين ، كنت سأسعدهم جميعا ، لماذا لم تحاول أمي أن تجد لي زوجا أخلص له كالأمه ، وأتوسد عشب صدره كل عمري ؟ أنا ( نوارة : النوارة ) هكذا كانت جدتي تلقبني وتتنبأ لي أنني سأسحر قلب زوجي وأعيش ملكة بين أهدابه ، أين هو ، لماذا تأخر كل هذا الوقت ؟ ارتقبته طويلا وخبأت لأجله الحرير والعطور ، كنت أنوي ألا أقبل إلا برجل يرتدي بدلة وربطة عنق ، لأشرف كل صباح على هندامه ، كنت سأستغل تلك الفرصة لأتشمم رائحته وأترك عطري على ياقة قميصه حتى يتذكرني طوال اليوم ، أنفقت ليال طِوال في ابتكار الأفكار الجديدة التي أجعله بها يحن إلى مخدعه كل يوم بلا ملل ، بلا كلل ، بلا نهاية ، اللعنة ، لقد تعلمت مني البنات وتزوجن بينما بقيت أنا أسقِط ُشروطي واحدا واحدا : لا بأس ألا يرتدي بدلة ولا ربطة عنق ، يكفي أن تكون فيه رائحة الرجولة ، وعندما طلب مني جارنا الأرمل أن أحدد موعدا للزيارة ، تنازلت وأقنعت نفسي أن  لا بأس بكونه أبا لستة أيتام ، لكن الأخرق لم يخطبن ِ أنا ، بل خطب ابنة أخي  المراهقة ، والمجنونة وافقتْ ، أم أنها وافقت حتى لا تُجن ؟  جهّزتها له ، وتأكدت يومها أن القطار قد فاتني وأن عليَّ أن أتعود على اللا انتظار  ، ابنة أخي ...كنتُ في الثلاثين عندما جاءت إلى الدنيا ، كبرتْ وتزوجتْ وبقيتُ أنتظر ، هل كانت تمازحني أم كانت تسخر مني عندما كانت تقول لي :
( عمتي ، كيف لا تخافين من التجول وحدك في الغابة ؟ ألا تخافين أن يختطفك أحدهم؟ )  لكن الحقيقة أنني مذ قالت ذلك  وأنا أتصور روعة أن يحدث فعلا ، في الغابة المجاورة ، كنت أتصنع البحث عن الأعشاب الطبية لأمي ، وعندما كنت أسمع خشخشة  أو حفيفا  ، أتخيل طلعة رجل موشكة على مباغتتي ،  ثم أتصورني أروي لأولادي في المستقبل كيف أحببت أباهم من أول صدفة ، وكيف تمنَّعت عندما خطبني ثم وافقت تحت إلحاح أهلي ، وأخبرهم حتى بعدد طلقات البارود في عرسي ، و...و...و....
 لابد أنها كانت تسخر ، وماذا يمكن أن تعرف مراهقة مثلها عني ؟  لقد جاءت إلى الدنيا فوجدتني عانسا وربما تخيلت أن العانس هي كائن منزوع المشاعر ، وممنوع من الحلم ،  لاتدري كم تنهدتُ وأنا أستمع إلى المرحومة زوليخة :
( شاش قلبي شدَّه...
وادِّيتو لجميع الطُّـبَّه حاروا فيه عجبَّ ...
وكي ادِّيتو لـ" لالاَّ لمِّيمه "قالت هذا حُبَّ...)
ولا كم تقاطرت الدموع من ذقني وأنا أستمع إلى الشيخة ثلجة التبسية :
 ( يالليل طوال...والقنديل اذبال ...والنوم ماجاش...
نيران قلبي قويه...والدمعه سخيه ...حرقوني علاش؟)
ابنة أخي كانت تتعاطف معي لكنها لم تكن لتدرك عمق جرحي ، وكيف لها ذلك وهي لم تستمع يوما إلى ذلك الموال الشعبي الحزين على أنغام القصبة الشجية :
( عندي جنان التفاحْ...
 فالصحرا فاحْ...
نزل عليه الصياح ْ...والهوشه كلاتـُو...
عندي جنان البرقوقْ...
محلاه للذوقْ...
نزل عليه الغرنوقْ...والهوشه كلاتـُو....)؟
كيف تستطيع غريرة مثلها أن تتخيل حجم الألم السري الذي أتجرعه منذ لم تكن هي ؟كيف وهي لا تدري كم ارتقبت سهرات الخميس لأستمع عبر الراديو إلى سهرة طرب أقضيها في التحرق والتشوق وذرف الدموع الساخنة ، أين كانت ابنة أخي عندما كانت أم كلثوم تعترف وتتوسل :
( أمل حياتي ..يا حب غالي ..ما ينتهيشْ
يا أحلى غنوه سمعها قلبي ولا تتنسيش
خذ عمري كله ..بس النهارده خليني اعيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خبيني
 ياريت زماني مايصحينيش )
ماذا تعرف ابنة أخي عن  اللوعة الرابضة في بوح فريد الأطرش :
( أيام رضااااه.... يا زماني.... هاتها وخذ عمري ....)
 ماذا تعرف عن الحرقة التي تأكل قلب عبد الحليم  وهو يعلن :
(في يوم ...في شهر ...في سنه ...تهدا الجراح وتنامْ..
 وعمر جرحي أنا ...أطول من الأيامْ...)
كيف ستفهمني ابنة أخي وهي لم تسمع ورده الجزائرية وهي تنتحب :
( أحضنوا الأيام لـَتِجري من إيدينا..
أحلى أيام الهوى ...راحت علينا...)
ولا وهي تعترف :
( الزمن ...ما بقاش حبيبنا..
والسنين قالت : تعبنا ..
والليالي الحلوة عدت ....
آآآآآآآه....عرفت الأيام تصيبنا ....)
 هه..أين كانت ابنة أخي بل أين كانت أمها ؟ أنا التي استمعت ُبإصغاء ، وانكويتُ بصمت ،وانتظرت بصبر نافذ ، يشفقن عليَّ الآن ؟ بعدما ذبلت أزهار شبابي ، ودفنت أبي وأمي دون أن يفرح أي منهما بخرجتي ؟ أمي كانت في البداية قلقة عليَّ ، لكنها  فاجأتني إذ قالت ذات مرة :
( ربما كان عدم زواجك من حسن حظك ، ألا ترين حالي ؟ حتى في هذه السن وبعد أكثر من خمسين سنة من الزواج مازال أبوك يحرمني من أداء صلواتي في وقتها ، ماذا تجني المرأة من الزواج سوى القرف الدائم و...و...و..... ؟ )
منذ ذلك اليوم وأنا أتساءل :
 (هل تدرك أمي أنها قد شقتني نصفين بكلامها ؟ كيف تتذمر من امتلاك غرفة نوم مريحة ورفيق عمر حنون مثل أبي ؟ أم أنها أرادت أن تخفف عني فذبحتني ؟ هل تدرك أمي أنها قد دحرجتني بكلامها إلى السفح السحيق ؟ أمي ..كم...آآآآه ).
 منذ ذلك اليوم وجدتُني رغم أنفي أنتبه إلى الصباحات التي لا تنهض فيها لصلاة الفجر ، بل وأنتبه إلى تنافس زوجات إخوتي في إظهار الكسل الصباحي بخبث بالغ ، جعلتني أنتبه إلى حرماني وجوعي ، نعم الجوع ، الجوع إلى تلك اللعبة خرافية اللذة التي لا يعرفها إلا الأزواج ، الجوع إلى النهوض صباحا بجسم كسول مسترخ يعقبه حمام ساخن ويوم جديد ، يوم جديد  ، نعم ذلك ماكان ينقصني ، كانت كل أيامي متشابهة ، متناسخة في رتابة وملل ، كنت أتمنى لو أن أي شيء يحدث ليتغير المشهد ، لو أن مصيبة تحل حتى ، المهم أن يكون اليوم جديدا ، لكن الجديد لم يحدث حتى هذا الصباح ، عندما استيقظت في الفجر لأناول أمي دواءها فوجدتها متصلبة كتمثال في العراء ، أمي العميقة ، أمي المغبونة ،  رحيل أبي  أصابها بالشلل النصفي وأكد لي أنها لم تقصد ما قالته عن قرف الحياة الزوجية ، راحت تذبل وتذوي ، وتحولت خلال أشهر إلى هيكل عظمي يكسوه الجلد المجعد ، كم بكت بعينها اليمنى وكم تمتمت بنصفي شفتيها ، لكنني كنت قد فقدت القدرة على محاولة فهم ما تقوله ، كنت أحرص على مواعيد أدويتها ، وأقرأ لها القرآن قبل نومها ، كانت يدها اليمنى تمتد نحوي في ارتجاف أتجاهله وأمسك بها ، أقبلها وأعيدها فوق صدرها ، أتذكر تلك الليلة ، أمسكت يدها وقبلتها وعندما لاحظت أنها لا ترتجف فرحت كثيرا ، انتبهتُ فإذا بي أمسك يدها اليسرى الميتة  ، كان نصفها الأيسركله ميتا ، واليوم مات النصف الأيمن ، لن ترتجف يدها اليمنى بعد اليوم ، لن تنبجس دموعها من زاوية عينها اليمنى بعد اليوم ، لن تكمل علبة الدواء ولا قارورة الماء المعدني الأخيرة ، ماتت وجاءت المومسات من كل حدب يتفرجن على بؤسي ويتنافسن في إظهار الأسف المبطن بالتشفي ، لكن العرض انتهى ، إرحلن أيتها القبيحات ، اتركن لي وليمة الحزن وعدن إلى مخادعكن ، إلى شهقاتكن ومناماتكن الخليعة ، أما أنا فسأحتفل بحزني ،  صوت فيروز وحده يملأ المكان :
( سلملي عليه ..وقِيلـُّو إني بسلم عليه
بَوَّسلي عينيه... وقيلو إني ببوِّس عينيه ...)
 لطالما آمنت أن كل أغاني الحب قد كُتبت ولُحنت ثم غـُنـَّت من أجلي ، من أجل أن أسمعها وأسكر ، أسمعها وأزداد ولها بذلك الذي يستعصي على المجيء ، من أجله خبأت  أجمل الشراشف وأزهى الملاحف ، أثوابي الجميله لأجله حافظت عليها جديدة ، ملابس النوم الحريرية خبأتها ليكون أول من يراها عليَّ ، كم حاولت أمي أن تقنعني بلا جدوى حزمها في حقائبي ، لكنني آمنت أنه لن يستغنيَ عن دخول مملكتي ذات يوم  ، صوت إليسا عميق كشهقة عاشقة تحتضر ، وأنا أعرف أنها من أجلي غنت ( ع بالي حبيبي ) ، صوتها يعلو والموسيقى تتسابق معه ، سأرتدي أجمل فساتيني ، لا ليس الأسود ، ولا الأحمر ، ليس البنفسجي ولا البني أو الأزرق ، سأختار الأبيض ، من أجلكَ سأرتدي الأبيض بدون أكمام ، وأرقص معك على سطح بحيرة الجليد :
ع بالي حبيبي .....أغمرك ما إتركك
أسرقك ما رجّعك ...أحبسك ما طلعك من قلبي ولا يوم ْ
أخطفلك نظراتك.. ضحكاتك حركاتك ..علـَّقن بغرفتي
نيمُن ع فرشتي ..أحلمُن بغفوتي ..تا يحلى بعيني النوم ْ
ع بالي حبيبي ....ليلة ال -ألبسلك -الأبيض
....وصير ملكك والدني تشهد .....
وجيب منك إنت طفلك أنت...مثلك إنت ..ع بالي حبيبي ) 
لا لن أكون أما لأولادك ، فات القطار ولم تصدق إليسا ، الأغنية هذه المرة ليست من أجلي ، الأبيض لن يليق عليَّ :
(عيش حدك عمر أو أكثر...
وحبي يكبر كلما نكبر ....
وشيب لما تشيب عمري يغيب لما تغيب ..ع بالي حبيبي )
 لكنني شبت فعلا وما تبقى من عمري لن يكفين ِ لأشيب مرة أخرى ..
( ع بالي تكملني ...وإسمك تحملني
بقلبك تخبيني ...من الدنيي تحميني.... وتمحي من سنيني كل لحظة عشتا بلاك...)
( ع بالي تجرحني... لا حتى تصالحني بلمسة حنونة... بغمرة مجنونة... وما غمض عيوني إلا أنا وياك ..ع بالي حبيبي ..)
 هذه المرة الأغنية ليست من أجلي ، هاهو شعري الأشيب ، سأسدله على كتفيَّ من أجلك ، لن نشيب معا فقد شبت منذ زمن لوحدي  ، لن أحمل اسمك ولن نربي أطفالنا معا فقد تجاوزت سن الخصوبة وحدي ، لكننا نستطيع أن ننقذ رقصتنا الأخيره ، الموسيقى ساحرة وهادئه تناسب الرقصة الأخيرة ، يداي تمتدان في الهواء ،تتناغمان مع أنين اللحن ، خصري يلتوي برشاقة لم أعهدها من قبل ، وأنا أثب على أطراف أصابع قدمي الحافيتين  ، المدى بحيرة جليد  ناصعة البياض وأنا أرملة الحب الذي كان يمكن أن يكون ، ها أنا أحلق ، تحف بي فراشات بيض ، وشموع بيض ، وصوت إليسا لا يزال يصدح : عا بالييييي حبيبيييييي............
الاثنين 13جوان 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق